تدور كل مؤسسة حول مواردها البشرية، وتعد إدارة هذه الموارد المهمة من أهم جزء في الإدارة التنظيمية. تحدد إدارة رأس المال البشري (HCM) العملية التي تتضمن إدارة دورة حياة الموظفين بأكملها داخل المؤسسة، بما في ذلك كل شيء من اكتساب المواهب إلى إدارة المواهب ومن إدارة المواهب إلى ترويج المواهب وتحسينها. دعنا نتعمق في كل من عمليات إدارة رأس المال البشري لفهمها بالتفصيل برؤية واضحة.

• استقطاب المواهب:

 التوظيف والإختيار:

يعد تعيين واختيار مرشح هو الخطوة الأولى في إدارة رأس المال البشري. عندما يتم تشكيل منظمة، فإن أول شيء يحتاجون إليه للعمل على الفكرة هو الأشخاص ذوي الصلة الذين يمكنهم مساعدتهم على تحقيق هدفهم. يتعين عليهم أولاً تحديد الأدوار المطلوبة لتشغيل عمليات المؤسسة وما هو الوصف الوظيفي الخاص بهم. الهدف من هذه العملية هو جذب وتوظيف واختيار وإنهاء أفضل مرشح هو الشخص المناسب الذي يتمتع بالخبرة والأهداف المناسبة للدور المطلوب.

لضمان تعيين الأشخاص المناسبين، يجب عليهم وضع الخطة الصحيحة، بما في ذلك تحديد مجموعة المهارات المحددة والمعرفة والتعليم والخبرة المطلوبة لهذه الأدوار. ثم تبدأ المنظمة في الإعلان عن هذه الأدوار الوظيفية في الأماكن ذات الصلة. سيبدأ الأشخاص المهتمون بالتقدم إلى هذه المناصب، و يتعين على المديرين فحص هذه التطبيقات وإدراجها في قائمة مختصرة لدعوة المقابلة.

بعد الفحص الأولي، تجري المنظمة مقابلات لتحديد مدى ملاءمة المرشحين للوظيفة. أثناء عملية المقابلة، تقوم المنظمة بتقييم مهارات المرشح ومعرفته وخبرته وتوافق شخصيته مع ثقافة المنظمة وقيمها.  بمجرد اختيار أفضل المرشحين، تقدم المنظمة عرض عمل، ويبدأ المرشح الناجح عملية الإعداد.

مشاركة وتقليد لمنصب

بعد الانتهاء من عملية التوظيف والاختيار، يتعين على المنظمة إعداد المرشح بنجاح. هذا يخلق انطباعًا دائمًا على المرشح عن المنظمة ويشكل كيف يتصور هؤلاء المرشحون ويتفاعلون مع المنظمة وداخلها في المستقبل. يشمل الإعداد إعطاء المرشح لمحة عامة عن ثقافة الشركة وبيئتها. ثم يجب تزويد المرشح بالموارد والمعلومات المناسبة لبدء عمله.  يتضمن ذلك برامج التوجيه والتدريب والتعريف بثقافة المنظمة وقيمها وأهدافها. تزود المنظمة الموظف الجديد بنظرة عامة عن دوره، وهيكل المنظمة، وسياساتها، وإجراءاتها، ومدى أهمية دورهم في تحقيق الأهداف التنظيمية، وأي معلومات أخرى ضرورية لهم للنجاح في دورهم. يمكن أن تشمل الأنشطة التعريفية جولات في مكان العمل، ومقدمات للموظفين الرئيسيين، وأنشطة بناء الفريق. هذا يأخذنا إلى خطوتنا التالية، وهي إدارة الأداء.

• إدارة المواهب:

إدارة الأداء:

تقوم إدارة الأداء بتحديد أهداف الموظفين وتوقعاتهم، وتقديم التغذية الراجعة بانتظام، وإجراء تقييمات الأداء، وتوفير فرص التدريب والتطوير لتعزيز مهاراتهم ومعرفتهم. تهدف هذه العملية إلى ضمان أداء الموظفين في أفضل حالاتهم والمساهمة في نجاح المؤسسة.

أثناء عملية إدارة الأداء، تضع المنظمة توقعات أداء واضحة لكل موظف، بما في ذلك أهداف وغايات محددة. يتم تقديم تعليقات منتظمة للموظفين لمساعدتهم على فهم كيفية أدائهم مقابل هذه التوقعات وتحديد مجالات التحسين. يتم إجراء تقييمات الأداء لتقييم أداء الموظف مقابل هذه الأهداف وتحديد المجالات التي قد يحتاجون فيها إلى دعم أو تطوير إضافي.

الانتماء المعنوي للموظفين:

لتحقيق أقصى استفادة من المواهب، يجب أن يشعر الموظفون بالارتباط الشخصي والمشاركة مع المنظمة، لأنها عامل حاسم في نجاح المؤسسة. يُلاحظ أن الموظفين المندمجين يكونون أكثر إنتاجية وتحفيزًا ورضا ونشاطًا والتزامًا بعملهم، وهو من بين أهداف الموارد البشرية الأساسية لأي منظمة.

إدارة التعويضات:

تعد إدارة تعويضات الموظفين جزءًا ضروريًا من إدارة رأس المال البشري، بما في ذلك إدارة الرواتب، وإدارة المزايا، والزيادة الدورية المتعلقة بالقدرة التنافسية للسوق. إن صرف الرواتب في الوقت المناسب له تأثير كبير على رضا الموظفين والذي يعد مرة أخرى مقياسًا رئيسيًا لنجاح إدارة أي مؤسسة. في عالم الشركات اليوم، لا يسعى الموظفون فقط للحصول على تعويض نقدي ولكن أيضًا العديد من المزايا الأخرى مثل أموال المكافآت وصناديق الادخار والتأمين الطبي والإجازات المدفوعة والجولات التي ترعاها الشركة والمركبات والمكافآت وسياسات الزوال.

• تعزيز المواهب وتحسينها:

التعلم والتطوير

التعلم والتطوير مكونان أساسيان لإدارة رأس المال البشري. أي شخص لديه رؤية كبيرة سيكون لديه دائمًا جوع للنمو، وأن تحقيق الجوع يؤدي إلى إرضاء وظيفي. تهدف هذه العملية إلى مساعدة الموظفين على تحسين مهاراتهم ومعارفهم وتعزيز أدائهم في نهاية المطاف. تتضمن هذه العملية تحديد الاحتياجات التدريبية، وإنشاء برامج التعلم والتطوير، وتقديم الدعم والتدريب المستمر.

تحدد المنظمة المهارات والمعرفة التي يحتاجها الموظفون للتطوير لأداء أدوارهم بالفعالية. يمكن أن يشمل ذلك المهارات التقنية، مثل إتقان البرمجيات أو الأجهزة، والمهارات الشخصية، مثل الاتصال والعمل الاجتماعي والقيادة. تقوم المنظمة بإنشاء برامج التعلم والتطوير لمعالجة هذه الفجوات في المهارات وتوفر الدعم المستمر والتدريب لمساعدة الموظفين على تطوير هذه المهارات.

مخططات ناجحة

تخطيط التعاقب هو تحديد وتطوير مرشحين يدخلون ملء الأدوار الرئيسية داخل المنظمة . تهدف هذه العملية إلى التأكد من أن المنظمة لديها مجموعة من المرشحين المؤهلين لأدوار مهمة داخل المنظمة، خاصة في حالة غياب شخص ما، من الضروري ضمان سير العمل السلس للعمليات. تتضمن هذه العملية تحديد الأدوار الحاسمة داخل المنظمة، وتقييم المهارات والكفاءات المطلوبة لكل دور، ووضع وتنفيذ خطط لضمان وجود مجموعة من المرشحين المؤهلين لهذه المهام.

في الختام، تعد إدارة رأس المال البشري (HCM) عملية حاسمة لأي منظمة ترغب في النجاح في بيئة الأعمال شديدة التنافسية اليوم. العمليات المختلفة التي ينطوي عليها HCM، مثل اكتساب المواهب، وإدارة الأداء، والتعلم والتطوير، كلها مترابطة وتلعب دورًا حاسمًا في ضمان أن المنظمة لديها الموهبة المناسبة لتحقيق أهدافها.